المدراس الإيكولوجية تجربة رائدة ينبغي تشجيعها وتعميمها
مراسلة خاصة
بمبادرة من جمعية قوس قزح لحماية البيئة بمرتيل وبتعاون مع منتدى جمعيات مرتيل، انطلقت أواسط شهر نونبر 2023 عملية استطلاع للتعرف على تجربة المدارس الايكولوجية بالمنطقة من تنفيذ لجنة من الأساتذة بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل في إطار تعاون مع جامعة قاديس بإسبانيا وبتعاون مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بتطوان. وقد تمثلت هذه العملية في إجراء مقابلات مع منسقي النوادي البيئية بالمدارس التالية: عين اللين بجماعة العليين، أغطاس بالفنيدق، عين شوفو بالمضيق، سيدي ادريس وطه حسين لرعاية المكفوفين بتطوان. وقد وقف الأساتذة المشاركون على الإنجازات المحققة والتي شكلت حوافز للمدارس المذكورة للحصول على ميزة مدرسة إيكولوجية كإدخال تقنيات ترشيد استهلاك الماء والكهرباء والتخلص من النفايات والعناية بالمساحات الخضراء وتنظيم دورات تدريبية للتلاميذ داخل وخارج المؤسسة بتعاون مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ وأحيانا بدعم من الجماعات والجمعيات المحلية وبعض الخواص. . ويسهر على تسيير هذه النوادي البيئية بشكل تطوعي لجنة تتبع تضم المنسق.ة ومدير.ة المؤسسة وممثلي التلاميذ وجمعية الآباء والأولياء وتعقد اجتماعات دورية لتقييم عملها والبحث عن سبل تطويره. يقول الأستاذ شاكر سمير عن تجربته بمدرسة عين اللين متحدثا للأستاذ ندير زيبوط “من بين الإجراءات التي اتخذناها بشكل أساسي هو إجراء تدبير الماء وترشيد استعماله وهذا ما قادنا بعدها الى إنشاء حدائق داخل المؤسسة بغرس نباتات لا تستهلك الماء بشكل كبير وسقيها عن طريق عملية التنقيط” ومن جهته قال منسق النادي البيئي لمدرسة سيدي ادريس بتطوان الحاصلة على اللواء الأخضر متحدثا للأستاذ محمد لعفو “نحن نعمل في مناخ من التعاون والمساعدة المتبادلة والمشاركة الإيجابية. ويرجع ذلك إلى الصفات الاستثنائية لمدير مدرستنا الذي يضمن باستمرار أننا نشعر بأننا عائلة وأن المشروع ينتمي إلى كل واحد منا ولنا جميعا في نفس الوقت” وأردف : ” تعمل اللجنة بالتعاون مع عدة جهات كالمجلس الجماعي والمجلس الإقليمي والمديرية الإقليمية للبيئة وشركة توزيع المياه والكهرباء ووكالة الحوض المائي اللوكوس، ومعهد طه حسين للمكفوفين والمديرية الإقليمية للمياه والغابات والمديرية الإقليمية للماء الصالح للشرب ووكالة تنمية أقاليم الشمال وجمعية حنان وعدد كبير من الجمعيات المحلية والرابطة الإسبانية للثقافة والطفل”.
يذكر أن برنامج المدارس الإيكولوجية هو برنامج دولي “صممته مؤسسة التربية البيئية ويعبئ أزيد من 5000 مدرسة في 76 بلدا. وقد أدخلت المؤسسة هذا البرنامج للمغرب سنة 2006. ويتناول البرنامج سبعة محاور: الماء، الطاقة، النفايات، التنوع البيولوجي، التغذية السليمة، التضامن، والتغيرات المناخية. ويكافأ اشتغال المدارس على هذه المحاور بشهادات برونزية وفضية وكذلك باللواء الأخضر كأحسن استحقاق” (موقع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة). ويتوفر إقليم تطوان على 24 مدرسة إيكولوجية من بينها 4 حاصلة على اللواء الأخضر وفي مقدمتها معهد طه حسين لرعاية المكفوفين الذي تحدى الإعاقة واستطاع الارتقاء بالمؤسسة إلى مصاف المدارس النموذجية على هذا المستوى. ونقلا عن موقع تطوان بريس فقد تم يوم 16 فبراير الأخير تتويج 33 مدرسة بمختلف الشهادات الاستحقاقية بإشراف الأكاديمية الجهوية لطنجة تطوان الحسيمة في حفل بمدينة شفشاون. وأخيرا وبالنظر إلى الدور التربوي الهام الذي تضطلع به هذه المدارس في تربية النشأ على السلوكات الصديقة للبيئة بات ملحا إحداث اعتمادات خاصة لدعم المدارس المصنفة بتمكينها من وساءل العمل خاصة تلك الموجودة بالوسط القروي وتشجيع باقي المؤسسات للانضمام لهذا البرنامج الطموح.