الشأن المحلي

السياحة ورهانات التنمية بالواجهة المتوسطية للمغرب موضوع ندوة بتطوان

حفصة أعبود

انعقدت مساء الأربعاء 09 يوليوز 2025 بالمركز الثقافي إكليل بتطوان، ندوة علمية في موضوع السياحة ورهانات التنمية بالواجهة المتوسطية للمغرب، فتحت خلالها نقاشات غنية ومداخلات قيمة، من خلال تنوع مقارباتها العلمية والعملية في تناول السياحة كقطاع حيوي، مع التركيز على استكشاف الفرص والتحديات التي تواجه هذا القطاع في الواجهة المتوسطية، بهدف تعزيز التنمية المستدامة وتطوير رؤى استراتيجية تدعم هذا المجال الحيوي.
أدار الجلسة الأولى الأستاذ بلال الزوالي بكفاءة عالية تناولت جوانب متعددة من السياحة في السياق المتوسطي. استهلها الأستاذ جواد الحمري بمداخلة حول السياحة في مدينة أصيلة بين تنوع المؤهلات وتحدي الاستدامة، تلك الوجهة الثقافية والتاريخية المميزة. ركزت المداخلة على استشراف الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها المدينة، سواء من حيث تراثها الثقافي أو موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وأهميتها الحضارية والديمغرافية ومؤهلاتها الطبيعية، مع الإشارة إلى التحديات والإكراهات التي تعيق الاستفادة الكاملة من هذه المؤهلات. كما تطرق إلى أهمية تبني نهج مستدام لتطوير السياحة في المدينة، مع اقتراحات عملية لتحقيق ذلك. الأستاذ عبد الوهاب أيد الحاج، المعروف بخبرته الواسعة في هذا المجال، قدم في مداخلته رؤية استراتيجية شاملة تضمنت خارطة طريق للاستثمار الأمثل في القطاع السياحي، مع التركيز على تعزيز التنمية المستدامة من خلال استغلال الموارد الطبيعية والثقافية للمنطقة. كما أبرزت المداخلة أهمية التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة والتراث والنشاط السياحي في الفضاء المتوسطي، لما لهم من أهمية لتحقيق التنمية السياحية والاقتصادية على حد سواء، وذلك في إطار ما سماه المتحدث ب” السياحة المسؤولة“. من جهتها استحضرت الأستاذة سمية الرهوني النشاط السياحي بالواجهة المتوسطية للمغرب، رهان اقتصادي ووطني يصطدم بضعف التدبير والتسويق: مدينة واد لو نموذجا، حيث استعرضت المتدخلة المميزات الفريدة التي تتمتع بها هذه المنطقة، مثل جمالها الطبيعي وتنوعها الثقافي، مع تسليط الضوء على الإكراهات التي تواجهها، مثل نقص البنية التحتية و ضعف التسويق. كما اقترحت رؤى لتعزيز الجاذبية السياحية لهذه المنطقة بما يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة.
أدار الجلسة الثانية الأستاذ عادل مفتاح بمهارة وحرفية، حيث شهدت تقديم ثلاث مداخلات أخرى أثرت النقاش وأضافت أبعادا جديدة للموضوع منها موضوع: السياحة البحرية في الجهة: الإمكانات والتحديات. الأستاذة حنان اجبلين قدمت مداخلة حول السياحة البحرية في المنطقة، مركزة على الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الواجهة المتوسطية بفضل سواحلها الخلابة وتنوع مواردها البحرية. تناولت المداخلة الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع، مع الإشارة إلى الحاجة الماسة إلى تكثيف الجهود وتضافر الفاعلين من أجل تطوير هذا النوع من السياحة وتعزيز جاذبيته. وقد انتقل الأستاذ علي ولاد سيدي محند في مداخلته من البحر إلى البر، متناولا موضوع المحميات الطبيعية في المنطقة، مع التركيز على منطقة الجبهة. استعرض الإمكانات السياحية الهائلة لهذه المنطقة، مع الإشارة إلى ضعف الاستثمار والتثمين لهذه الموارد. كما اقترح استراتيجيات لتوظيف هذه المحميات في تعزيز السياحة البيئية بما يحقق التنمية المستدامة. وفي مداخلة أخرى تلامس دور التصوير الفوتوغرافي في الترويج السياحي، قدم الأستاذ محمد رضى الشريع مداخلة مبتكرة تناولت دور التصوير الفوتوغرافي في الترويج للمؤهلات السياحية في المنطقة. أبرزت المداخلة كيف يمكن للصورة أن تكون أداة فعالة لإبراز جمال المنطقة المتوسطية وجذب السياح، مع تقديم أمثلة عملية وتوصيات لتطوير هذا الجانب.
واختتمت الندوة بفتح باب النقاش المستفيض، حيث تبادل الحاضرون الآراء والأفكار حول السبل المثلى لتطوير القطاع السياحي في الفضاء المتوسطي، مع التركيز على أهمية التعاون بين مختلف الفاعلين من القطاعين العام والخاص، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما تم توزيع شواهد المشاركة للسادة الحضور الكرام.
معرض صور

Related Articles

Back to top button
error:

Discover more from بوابة المجتمع المدني بمدينة مرتيل ومحيطها

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading