بيت الصحافة بطنجة يحتفي بأيقونة الحركة النسائية لطيفة الجبابدي
في جو ودي عائلي بهيج وبحضور عدد كبير من المناضلات والمناضلين الحقوقيين ووجوه إعلامية بصرح بيت الصحافة بطنجة مساء الجمعة 8 مارس حاور الصحفي المتميز سعيد كوبريت المناضلة لطيفة الجبابدي حول مساراتها النضالية السياسية والحقوقية كما استطلع آراءها في النقاش الدائر حول تعديل مدونة الأسرة. وكعادتها تفاعلت الأستاذة لطيفة بصراحة وعفوية مع الأسئلة المطروحة فاستحضرت بعض اللحظات القوية في مسارها الحافل بالعطاءات والتضحيات: منذ التحاقها بالحركة التلاميذية مستهل السبعينات ثم انخراطها في منظمة 23 مارس حيث تم اعتقالها إلى جانب العديد من رفاقها في سجن درب مولاي الشريف بالبيضاء. ولم يثنها هذا الاعتقال عن مواصلة التوفيق بين تكوينها الأكاديمي ودفاعها عن حقوق الإنسان والنضال من أجل مجتمع مغربي حداثي ديمقراطي حيث استحضرت تجربة جريدة 8 مارس الرائدة (وهي أول صحيفة مغربية تعنى بحقوق المرأة ظهرت في نونبر 1983 وشغلت فيها لطيفة الجبابدي رئيسة تحريرها حتى 1994) والتي أعلنت بداية مسلسل نضالي جديد ومثلت علامة بارزة في الصحافة التقدمية بالمغرب ساهمت في كسر الطابوهات ووفرت مساحات حرة عبرت فيها المرأة المغربية عن معاناتها. وفي خضم هذه التجربة الغنية أسست مناضلات الجريدة منظمة اتحاد العمل النسائي في عام 1987(*). وفي حوار حول النقاش الجاري حول تعديل مدونة الأسرة أشادت المحتفى بها بالمبادرة الملكية التي دعت إلى مراجعة المدونة وبالمكتسبات المحصلة من جهة ودعت إلى تعبئة مجتمعية شاملة من أجل رفع الحيف الذي ما يزال يطال المرأة في المدونة الحالية مركزة على الثغرات التالية: تعدد الزوجات، تزويج القاصرات، الولاية، الحضانة، التعصيب في الإرث موضحة أن التعديلات التي تطالب بها الحركة النسائية لا تتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية السمحاء. وفي تصريح لقناة ميدي 1 تيفي التي غطت الحدث (مدار الأخبار، السبت 9 مارس) عبرت قيدومة الحركة النسائية عن اعتزازها بهذا التشريف ببيت الصحافة لأن الحركة النسائية بدأت بالصحافة ومن خلالها برزت النواة الأولى التي ستؤسس لهذه الحركة.
يذكر أن الأستاذة لطيفة الجبابدي ازدادت بمدينة تزنيت جنوب المغرب في 26 يناير 1955، حاصلة على شهادة في علم الاجتماع عام 1981 من كلية الآداب في الرباط وعلى دبلوم في الدراسات العليا النسوية من جامعة مونتريال وأعدت أطروحة دكتوراه في علم الاجتماع والتنمية حول سياسات دمج المرأة في التنمية. عملت في مجال التعليم وأسست العديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان كما انتخبت من 2007 حتى 2011، عضوة في مجلس النواب حيث لعبت دورًا رئيسيًا في الدفاع عن قضايا التنمية الاجتماعية. عُيِّنت سفيرةً للمجتمع المدني لحقوق الإنسان في المغرب العربي والعالم العربي من قبل الأمم المتحدة في عام 1998.
ا(*)تحاد العمل النسائي من المنظمات النسوية الأولى بالمغرب وتضم 35 فرعا من بين أهدافها : تعزيز وضعية النساء اجتماعيًا واقتصاديًا وقانونيًا، القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، مكافحة العنف القائم على النوع ومحاربة الاتجار بالبشر، الترافع من أجل تقوية التمثيلية السياسية للنساء ومشاركتها في صنع القرار.